كيف نستقبل رمضان

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله وسلم ..

ضيف حبيب قادم

اخي المسلم . . اختى المسلمة :

لو أن ضيفاً حبيبًا إلى قلبك عزيزاً على نفسك ، اتصل بك وأخبرك بقدومه إليك وبقائه عندك بضعة أيام ، فماذا ستفعل ؟ وكيف يكون شعورك ؟
لا شك إنك ستفرح . . ومن ثم تستعد لتلك الزيارة الحبيبة وتصنع ما تستطيع من ترتيب نفسك وتنظيف بيتك واعداد برنامج له خلال استضافتك له
أليس كذالك ؟ الجواب : بلى . . .
كيف ـ أيها الأحبة ـ إذا كان هذا الضيف ليس حبيباً إليك فحسب ، بل هو حبيب الله سبحانه وتعالى ، وحبيب إلى رسول [color=#000000]( ص ) وإلى المسلمين
جميعاً ؟ ؟ كيف إذا كان هذا الضيف يحمل بين طياته وخلال أيامه ولياليه الخير والبركة ؟ . إنه شهر القرآن والصيام ،شهر التهجد والقيام ،شهر الصبر والتقوى ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، شهر تصفد فيه الشياطين وتغلق أبواب النيران و
تفتح أبواب الجنان ـ نسأل الله من فضله ،شهر المضاعفات للحسنات و البركة فى الطاعات ، شهر الأجور العظيمة والفضائل الجسيمة . . .
فحرىٌ على كل من علم ـ صفات هذا الضيف ـ أن يستقبله أحسن استقبال ، و أن يستعد له عملياً ليستفيد منه أعظم فائدة و يخرج من الشهر
و قد زكت روحه و طهرت نفسه ـ { قد أفلح من زكاها } [color:b8bd=#000000:b8bd]سورة الشمس ، الآية 9 .
وقد علم السلف قيمة هذا الضيف العزيز . . ولذا فقد رُوى أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغم رمضان . . وإذا انتهى بكوا على فراقه وسألوا
الله القبول اشهراً أخرى .. كما ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى .

كيف يستقبل الناس هذا الشهر ؟

أخى الكريم : إذا تأملت فى أحوال العالم الاسلامى ـ مع الأسف الشديد ـ وجدت العجب العُجاب ، فللناس ألوان فى استقباله معظمها مخالفة
لشرع الله جل و علا . . .
ــ فمنهم من يستقبله بإعداد برامج السهرة من أفلام ومسلسلات ـ فيها التبرج والسفور والفجور .
ــ ومنهم من يستقبله بإعداد الأغانى و القاءات مع المطربين والمطربات والممثلين مالممثلات و يسألونهم ماذا اعددتم لشهر الخير والبركات من
أفلام و أغانى .
ــ ومنهم من يستقبله بإعداد المباريات و الأمسيات الرمضانية و الإنشغال عن الطاعات .
ــ ومنهم من يسقبله بالنزول إلى الأسواق والإزدحام فيها لشراء ألوان الطعام و الشراب .
وكأنه شهر أكل و شرب ونوم فى النهار و سهر على المعاصى فى الليل وو يرددون مع الأسف الشديد (حياك الله يا رمضان .. بالقرع والباذنجان)
بدلاً من استقباله بالتوبة والعمل الصالح و شكر الله بالقلب و اللسان والجوارح .
لهؤلاء نقوللهم قول المصطفى (ص) { [color=#800080]شرار أمتى الذين غُذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام }
هذا وللناس ـإلا من رحم ربى ـ تفنن و بدع فى استقبال هذا الشهر كلها مخالفة نذكرهم جميعاً بقوله تعالى : {قل إن هدى الله هو الهدى}
وقول المصطفى (ص) [color:b8bd=#800080:b8bd]:{ وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار } .

كيف نستقبل هذا الشهر ؟

الدعاء : بأن يبلغك الله رمضان و تطلب العون من الله على صيامه وقيامه وعمل الصالحات فيه قال تعالى:{إياك نعبدو إياك نستعين}

النظافة و التطهر : والمقصود النظافة المعنوية أى التوبة النصوح من جميع الذنوب والمعاصى ،ونقول لصاحب المعصية كيف يليق بك أن تستقبل هدية الله لك ،وأنت على حال لا يرضى الله عز وجل؟!!

فيا تارك الصلاة كيف يقبل صومك وأنت تارك للركن الثانى الذى يكفر تاركه مطلقاً؟!

وياعاق والدية كيف تطيب نفسك بالصيام وقد دعا عليك جبريل عليه السلام وأمن النبى (ص) على دعائه؟!

وياتارك الواجبات ومرتكب المحرمات من سماع الاغانى وشرب الدخان ومجالسة الفساق وغير ذلك ....

يا أخى كيف تريد صوما مقبولاً نافعاً وانت على هذا الحال...

الم تسمع قول النبى (ص) :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه". (رواه البخارى )

وقوله :" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش". (صحيح الجامع)

فسارع بالتوبه النصوح وباب التوبه ولله الحمد مفتوح.

ومن تهيئة النفس لاستقبال شهر الصيام .... أن تحرص على صوم ما تستطيع من شهر شعبان وعمل الصالحات فيه...فهو شهر ترفع فيه الاعمال الى الله تعالى ...

ومن الامور المهمة .... التفقه فى أحكام الصيام ومعرفة هديه (ص) قبل الدخول فى الصيام : فلابد من العلم والفقه قبل العمل . قال (ص): "من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين ....". (متفق عليه).

أخى الحبيب :

هذه بعض الامور التى نستقبل بها هذا الشهر الكريم ....

ونسأل الله "أن يبلغنا رمضان ...ويعنا على صيامه وقيامه والعمل الصالح فيه وفى غيره من الشهور ويثبتنا على الطاعة حتى نلقاك
انك سميع مجيب .

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.